وشركهم بالله وفي ضوء هذا المشهد يوجّه الله رسوله إلى الصبر والثقة بأن وعد الله حق، سواء أأبقاه حتى يشهد ما يعدهم، أم توفاه قبل أن يراه، فسيتحقق الوعد هناك.
يشتمل الفصل الرابع على الآيات الأخيرة من السورة [78- 85] ، ويذكر أن الله أرسل رسلا وأنبياء كثيرين لهداية الناس، منهم من ذكر في القرآن، ومنهم من لم يذكر:
وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ [الآية 78] ، وأن يقدم معجزة لقومه:
إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [الآية 78] .
على أن في الكون آيات قائمة وبين أيديهم آيات قريبة، ولكنهم يغفلون عن تدبّرها ... هذه الأنعام المسخّرة لهم من سخّرها؟ وهذه الفلك التي تحملهم أليست آية يرونها؟ ومصارع الغابرين، ألا تثير في قلوبهم العظة والتقوى؟! وتختم السورة بإيقاع قوي على مصرع من مصارع المكذبين وهم يرون بأس الله فيؤمنون، حيث لا ينفعهم الإيمان:
فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ (85) .