قوله تعالى: وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (12) هذه استعارة على بعض الأقوال، وهو أن قوله تعالى ذُو الْأَوْتادِ معناه ذو الملك الثابت، والأمر الواطد، والأسباب الّتي بها يثبت السلطان، كما يثبت الخباء بأوتاده، ويقوم على عماده.
وقد يجوز أيضا أن ذُو الْأَوْتادِ معناه ذو الأبنية المشيّدة، والقواعد الممهّدة، الّتي تشبّه بالجبال في ارتفاع الرؤوس ورسوخ الأصول. لأن الجبال تسمى أوتاد الأرض. قال سبحانه:
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) [النّبأ] .
وقوله سبحانه: وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (15) .
وقرئ: من فواق «2» بالضم. وقد قيل إنهما لغتان، وذلك قول الكسائي.
وقال أبو عبيدة: من فتح أراد ما لها من راحة، ومن ضمّ أراد ما لها في إهلاكهم من مهلة، بمقدار فواق الناقة، وهي الوقفة الّتي بين الحلبتين.
والموضع الّذي يحقق الكلام بالاستعارة على قراءة من قرأ من فواق بالفتح، أن يكون سبحانه وصف تلك الصيحة بأنها لا إفاقة من سكرتها، ولا