قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً [الآية 10] .
وقد تقدّم الإيماء إلى معنى ذلك، بذكر نظيره في السورة التي يذكر فيها إبراهيم (ع) ومعنى «فارغا» ، أي: قد خلا من صبر، وثبات، وتماسك، ووقار، لفرط الجزع، والأسف، وشدّة الارتماض (?) والقلق وحسن وصف القلب بالفراغ من الأشياء التي ذكرنا، وإن كان مملوءا بأضدادها، لأنّ تلك الأشياء من المحمودات، وأضدادها من المذمومات والممتلئ من الأشياء المذمومة كالفارغ، إذا كان امتلاؤه ممّا لا فائدة فيه، ولا عائدة له. وقوله تعالى: وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [الآية 32] .
وهذه استعارة، والجناح هاهنا عبارة عن اليد وقد أشرنا إلى الكلام على نظيره فيما تقدّم، وقيل معنى ذلك، أي: سكّن روعك، وخفّض جأشك من الرهب الذي أصابك، والرعب الذي داخلك، عند انقلاب العصا في هيئة الجان ولمّا كان من شأن الخائف القلق والانزعاج والتململ والاضطراب، صار ضمّ الجناح عبارة عن السكون بعد القلق، والأمان بعد الغرق فأما قوله تعالى في صدر هذه الآية: اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ،