قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (?) .
وهذه استعارة. لأن حقيقة الزلزلة هي حركة الأرض على الحال المفزعة. ومثل ذلك قولهم: زلزل الله قدمه. وكان الأصل: أزلّ الله قدمه.
بمعنى أزالها عن ثباتها واستقامتها، وأسرع تعثرها وتهافتها. ثم ضوعف «2» ذلك، فقيل: زلزل الله قدمه. كما قيل: دكّه الله، ودكدكه. فالمراد بزلزلة الساعة- والله أعلم- رجفان القلوب من الخوف ... وزلات الأقدام من روعة موقعها. ويشهد بذلك قوله سبحانه: وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى
[الآية 2] يريد تعالى من شدة الخوف والوجل، والذهول والوهل.
وفي قوله سبحانه: وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) استعارة. لأن المراد هاهنا باهتزاز الأرض، والله أعلم، تشبيهها بالحيوان الذي همد بعد حراكه، وخشع بعد إشرافه، لعلّة طرأت عليه، فأصارته إلى ذلك، ثم أفاق من تلك الغمرة، وصحا من تلك السّكرة، فتحرك بعد هموده وركوده. وكذلك حال الأرض إذا أماتها الجدب،