سورة الحج سورة مدنية، نزلت بعد سورة النور.
وقيل إن سورة الحج من السور المكية، وقد استثنى من ذهب إلى هذا الرأي الآيات [19- 24] .
وكان الأولى أن يستثني من قال إنها مكية آيات الإذن بالقتال من 38 إلى 41، ومنها قوله تعالى:
أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) .
وعند التأمل في سورة الحج، نجد أن أسلوبها وموضوعاتها وطريقتها أقرب إلى السور المكية.
فموضوعات التوحيد والتخويف من الساعة، وإثبات البعث وإنكار الشّرك، ومشاهد القيامة، وآيات الله المبثوثة في صفحات الكون، بارزة في السورة.
ويمكن أن يقال إن هذه السورة مشتركة بين مكة والمدينة كما يبدو من دلالة آياتها، وعلى الأخص آيات الإذن بالقتال، وآيات العقاب بالمثل في قوله تعالى:
ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) فهذه الآيات مدنيّة لأن المسلمين لم يؤذن لهم في القتال والقصاص إلا بعد الهجرة، وبعد قيام الدولة الإسلامية في المدينة. أما قبل ذلك، فقد قال رسول الله (ص) حين بايعه أهل يثرب،