أقول: روينا عن ابن عبّاس وجابر بن زيد، في ترتيب النزول: أن «طه» نزلت بعد سورة مريم، بعد ذكر سورة أصحاب الكهف. وذلك وحده كاف في مناسبة الوضع، مع التاخي بالافتتاح بالحروف المقطّعة.
وظهر لي وجه آخر، وهو: أنه لمّا ذكرت في سورة مريم قصص الأنبياء، زكريا، ويحيى، وعيسى، مبسوطة، وقصّة ابراهيم، وهي بين البسط والإيجاز، وقصّة موسى، وهي موجزة بجملة (?) ، فقد أشير إلى بقية النبيّين إجمالا (?) . وذكر في هذه السورة شرح قصّة موسى، التي أجملت هناك، فاستوعبت غاية الاستيعاب وبسّطت أبلغ بسط (?) ثم أشير إلى تفصيل قصّة آدم، الذي وقع مجرد اسمه هناك، (?) ثم ورد في سورة «الأنبياء» بقيّة قصص من لم يذكر في مريم، كنوح، ولوط، وداود، وسليمان وأيوب وذي الكفل،