وموضوعات هذا الدرس، تشمل ألوانا من أسرار غيب الله في السماوات والأرض، وفي الأنفس والآفاق: غيب الساعة التي لا يعلمها إلا الله وهو عليها قادر، وهي عليه هيّنة:
وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ [الآية 77] ، وغيب الأرحام، والله وحده هو الذي يخرج الأجنة من هذا الغيب لا تعلم شيئا، ثم ينعم على الناس بالسمع والأبصار والأفئدة، لعلّهم يشكرون نعمته، وغيب أسرار الخلق، ويعرض منها تسخير الطير في جو السماء، ما يمسكها الا الله.
يلي هذا الدرس استعراض لبعض نعم الله المادية على الناس، وهي بجانب تلك الأسرار، وفي جوّها: نعم السكن والهدوء والاستظلال، في البيوت المبنية، والبيوت المتخذة من جلود الأنعام للظعن والإقامة، والأثاث والمتاع، من الأصواف والأوبار والأشعار.
وتذكر الآيات من نعم الله الظلال، والأكنان، وهي ما يستر الإنسان ويغطّيه، والسرابيل وهي ما يلبسه الإنسان من قميص يقيه الحر والبرد، أو درع تقيه بأس الحرب: كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81) .
ثم تفصّل الآيات أمر البعث، في مشاهد يعرض فيها المشركون وشركاؤهم، والرسل شهداء عليهم، والرسول (ص) شهيد على قومه.
وبذلك تكتمل هذه الجولة في جو البعث والقيامة.
تتعرّض الآيات [90- 111] في سورة النحل، لشرح بعض أهداف القرآن الكريم، ويبدأ هذا الدرس بآية شهيرة، يردّدها الخطباء على المنابر في نهاية خطبة الجمعة، وهي قوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) .
وفي هذا الدرس أمر بالوفاء بالعهد، ونهي عن نقض الأيمان بعد توكيدها، وكّلها من مبادئ السلوك الأساسية التي جاء بها القرآن الكريم.
وفي هذا الدرس، بيان الجزاء المقرر، لنقض العهد، واتخاذ الأيمان للخداع والتضليل، وهو العذاب