الأصل فى هذا الباب ما رواه البخارى بسنده عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك- رضى الله عنه- عن قراءة النبى- صلّى الله عليه وسلم- فقال: كان يمد مدّا (?). ورواه النسائى عن قتادة بلفظ سألت أنسا كيف كانت قراءة رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- قال كان يمدّ صوته مدّا (?).
وما أخرجه سعيد بن منصور فى سننه قال:
حدثنا شهاب بن خراش، حدثنى مسعود بن يزيد الكندى قال: كان ابن مسعود يقرئ رجلا، فقرأ الرجل: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ (سورة التوبة آية 60) مرسلة- أى مقصورة من غير مدّ- فقال ابن مسعود:
ما هكذا أقرأنيها النبى- صلّى الله عليه وسلم- فقال: وكيف أقرأكها؟ قال: أقرأنيها: إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ فمدها (?).
المدّ فى اللغة: مطلق الزيادة، ومنه قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ (سورة نوح آية 12) أى يزدكم- وفى الاصطلاح:
إطالة الصوت بحرف من حروف المدّ الثلاثة عند ملاقاة همزة أو سكون.
حروف المدّ:
وحروف المدّ الثلاثة يجمعها لفظ «واى» وهى الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو «يقول»، والألف الساكنة المفتوح ما قبلها نحو «قال»، والياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو «قيل» ويجمع الكل بشروطها المذكورة الكلمات: «نوحيها»، «أوتينا»، «أوذينا». وتسمى هذه الحروف: حروف المدّ واللّين، لخروجها بامتداد ولين من غير كلفة على
اللسان لاتساع مخرجها. وأما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
****
جاء فى متن التحفة:
حروف ثلاثة فعيها ... من لفظ واى وهى فى نوحيها
والكسر قبل الياء وقبل الواو ضم ... شرط وفتح قبل ألف يلتزم
واللين منها الياء وواو سكنا ... إن انفتاح قبل كل أعلنا