فهم كتاب الله تعالى، المنزل على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه» (?).
وقد ذكر السيوطى فى إتقانه عدة تعريفات كثيرة للتفسير، واعتبر فى كتابه «التحبير فى علم التفسير» تعريف أبى حيان أحسن تعريف. (?)
ولعل خير ما يجمع تلك التعاريف كلها، ذلك الذى ذكره الزرقانى فى مناهله، حيث يقول: «والتفسير فى الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم، من حيث دلالته على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية» (?).
وهذا التعريف- على الرغم من إيجاز عبارته- تعريف جامع مانع، يناسب المطلوب من الصياغة فى مثل هذا المقام.
ثم شرح الزرقانى تعريفه هذا شرحا وافيا، ثم بين لنا سبب تسمية هذا العلم بذلك الاسم، ووجه اختصاصه بها دون بقية العلوم، فقال: «وسمى علم التفسير لما فيه من الكشف والتبيين، واختص بهذا الاسم دون بقية العلوم- مع أنها كلها مشتملة على الكشف والتبيين- لأنه لجلالة قدره، واحتياجه إلى زيادة الاستعداد، وقصده إلى تبيين مراد الله من كلامه، كان كأنه هو التفسير وحده، دون ما عداه» (?).
أولا: من أهداف نزول القرآن الكريم الدلالة على صدق النبوة والرسالة، أى أنه نزل ليكون المعجزة الكبرى للنبى صلّى الله عليه وسلم، ومعرفة أوجه إعجازه لا تتم إلا عن طريق تفسيره.
ثانيا: ومن أهداف القرآن الكريم كذلك أن الله أنزله ليكون روحا لهذه الحياة، ونورا للناس يهديهم إلى ما فيه سعادتهم فى الدنيا، وفلاحهم فى الآخرة، أنزله ليكون منهج حياتهم فى أمور العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، وسائر شئون الدين والدنيا والآخرة، ولن يتأتى للأمم والجماعات والأفراد الرقى فى مدارج الكمالات إلا بالعمل بهذا القرآن، ولن يتأتى العمل به إلا بعد فهمه فهما صحيحا، وهذا الفهم الصحيح لا يتأتى إلا بتفسير القرآن.
ثالثا: معلوم أن العلوم تنقسم إلى علوم دنيوية، وعلوم شرعية، والعلوم الدنيوية يتوقف الانتفاع بها على الوجه الأكمل والأصلح للبشرية على العلوم الشرعية، والتخلق بالآداب الإلهية، وإلا كانت دمارا