جبريل- عليه السلام- إلى النبى صلّى الله عليه وسلم يقظة على صورته الأصلية تماما بلا تمثل ولا تغير بانضمام ونحوه، فيراه بستمائة جناح ينتشر منها اللؤلؤ والياقوت، ويوحى إليه على تلك الهيئة الملكية الأصلية كما نقله الإمام العينى عن السهيلى فى بيان صورة الوحى من (عمدة القارى) (?).
ويؤيده ما رواه الإمام مسلم عن السيدة عائشة- رضى الله عنها- مرفوعا: «لم أره- يعنى جبريل- على الصورة التى خلق عليها إلا مرتين .. ». وفى رواية الترمذى عن السيدة عائشة: «لم ير محمد جبريل فى صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة فى أجياد». كما نقل الحافظ ابن حجر عن سيرة (سليمان التيمى): «أن جبريل أتى النبى صلّى الله عليه وسلم فى حراء، وأقرأه: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ثم انصرف، فبقى مترددا، فأتاه من أمامه فى صورته فرأى أمرا عظيما» (?)!!
ثم الصورة السابعة: هى وحى الملك إسرافيل إلى النبى صلّى الله عليه وسلم فقد جاء فى «مسند أحمد» - بإسناد صحيح- عن الشعبى: «أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة، فقرن بنبوته إسرافيل- عليه السلام- ثلاث سنين، فكان يعلمه الكلمة والشيء، ولم ينزل القرآن، فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته
جبريل، فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة ... » (?)
وقد نقل الإمام السيوطى- عقب هذه الرواية- قول ابن عساكر: والحكمة فى توكيل إسرافيل: أنه الموكل بالصور الذى فيه هلاك الخلق وقيام الساعة، ونبوته صلّى الله عليه وسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحى (?).
والصورة الثامنة للوحى: أن يكلم الله تعالى رسوله صلّى الله عليه وسلم فى اليقظة كفاحا بلا واسطة ويسمعه كلامه، كما حدث فى ليلة الإسراء والمعراج حيث أوحى إلى الرسول صلّى الله عليه وسلم خواتيم سورة البقرة، وقد استدل الإمام السيوطى لذلك بما أخرجه الإمام مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:
«لما أسرى برسول الله صلّى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى ... ». إلى أن قال: «فأعطى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطى الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا «المقحمات» أى: الكبائر التى تقحم أهلها فى النار» (?).
ثم الصورة التاسعة: هى النفث فى الرّوع، بأن ينفث فى روع النبى صلّى الله عليه وسلم الكلام نفثا، أى ينفخ فى قلبه الوحى كما قال صلّى الله عليه وسلم:
«إن روح القدس نفث فى روعى ... ». وقد مرّ بتخريجه متفرعا عن النوع الثانى من أنواع الوحى وهو الإلقاء الإلهامى فى اليقظة.
ومن ثم: كانت الكيفيات والصور الوصفية