ولهذا أيضاً لمّا قَدِم رسولُ مسيلمةَ الكذّاب على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قال له: "أتشهدُ أنَّ مسيلمة رسول الله؟ قال: نعم، فقال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لولا أن الرسلَ لا تُقتَل لضَربْتُ عُنُقَك" (?). وقد قيّض الله له ضَرْب العُنُق في إمارة ابن مسعود على الكوفة، وكان يقال له: ابن النواحة، ظَهَر عنه في زمانِ ابن مسعودٍ أنّه يشهد لمسيلمةَ بالرسالة، فأرسَل إليه ابن مسعودٍ فقال له: إنك الآن لستَ في رسالة، وأمَرَ به فضُرِبت عنقُه، لا رَحِمَه الله ولَعَنه (?).

والغرض أنّ مَن قَدِمَ من دار الحرب إلى دار الإسلام، في أداء رسالة أو تجارة، أو طَلَبِ صُلحٍ أو مهادنة أو حَمْلِ جِزية، أو نحو ذلك من الأسباب، فطلَب من الإمام أو نائبه أمانًا -أُعطي أماناً ما دام مُتردّدًا في دار الإسلام، وحتى يرجع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015