شبه العلماء زلة العالم بانكسار السفينة؛ لأنها إذا غرقت غرق معها خلق كثير (?).
وقيل: زلة العالم مضروب بها الطبل.
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ثلاث يهدمن الدين: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن (?) , وأئمة مضلون) (?).
وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: ((كيف أنتم عند ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم، فأما زلة العالم، فإن اهتدى؛ فلا تقلدوه دينكم، تقولون نصنع مثل ما يصنع فلان، وننتهي عما ينتهي عنه فلان، وأن أخطأ؛ فلا تقطعوا إياسكم منه، فتعينوا عليه الشيطان)) الحديث (?).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: كيف ذلك؟ قال: يقول العالم شيئاً برأيه، ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه؛ فيترك قوله ذلك، ثم يمضي الأتباع) (?).
وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول في خطبته كثيراً: (وإياكم وزيغة الحكيم؛ فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة، وقد يقول المنافق الحق، فتلقوا الحق عمن جاء به؛ فإن على الحق نوراً، قالوا: وكيف زيغة الحكيم؟، قال: هي كلمة تروعكم وتنكرونها، وتقولون: ما هذه؟ فاحذروا زيغته، ولا تصدنكم عنه؛ فإنه يوشك أن يفيء، وأن يراجع الحق) (?).
وقال الحسين بن فضل: (لكل عالم هفوة) (?).
وقال علي بن الحسين رحمه الله ورضي عن أبيه: (ليس ما لا يعرف من العلم، إنما العلم ما عرف، وتواطأت عليه الألسن) (?).
وقال إبراهيم بن أبي عبلة رحمه الله: (من حمل شاذ العلم حمل شراً كثيراً) (?).
قال مالك: (شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس) (?).
وعن عبد الرحمن بن مهدي قال: (لا يكون إماماً في الحديث من تتبع شواذ الحديث، أو حدث بكل ما يسمع، أو حدث عن كل أحد) (?). حرمة أهل العلم لمحمد إسماعيل المقدم – ص: 366