وقال الذهبي: (داود بن سليمان الجرجاني الغازي عن علي بن موسى الرضا وغيره، كذبه يحيى بن معين، ولم يعرفه أبو حاتم، وبكل حال فهو شيخ كذاب، له نسخة موضوعة على الرضا) (?).

وقال الشوكاني عن الحديث: إنه موضوع، وقد أورده بلفظ: ((أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم, والساعي لهم في أمورهم مما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه)) (?) (?).

ومثل الحديث السابق ما روى الطبراني عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له)) (?). وفي سنده مجاهيل.

قال الهيثمي عن سنده: (وفيه جماعة لم أعرفهم) (?).

ومثله الحديث الآخر: ((من أحبني فليحب علياً, ومن أحب علياً فليحب فاطمة, ومن أحب فاطمة فليحب الحسن والحسين, وإن أهل الجنة ليباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم, محبتهم إيمان, وبغضهم نفاق, ومن أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي, فإنني نبي مكرم, بعثني الله بالصدق, فحبوا أهل بيتي, وحبوا عليًّا)) (?) (?).

وهذا الحديث موضوع وباطل, والذي وضعه عبد الله بن حفص.

8 - ومنها كذلك:

ما يروى من الأحاديث التي تدل على استحقاق الشفاعة بحفظ أربعين حديثاً من السنة؛ مثل ما يروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثاً يعلمهم بها أمر دينهم إلا جيء به يوم القيامة فقيل له: اشفع لمن شئت)) (?).

وفي سند هذا الحديث يزيد بن أبان الرقاشي، وهو راو متروك، كما ذكر النسائي وغيره (?).

وفيه كذلك عمرو بن الأزهر، وكان يضع الحديث، كما ذكر الإمام أحمد، وقال البخاري: (يرمى بالكذب)، وقال النسائي وغيره: (متروك) (?).

وهذا الحديث هو أحد الأحاديث التي ذكرها ابن عبد البر في إثبات الشفاعة لمن حفظ أربعين حديثاً، وقد ذكر ابن الجوزي عدة أحاديث في ثبوت الشفاعة لمن حفظ أربعين حديثاً، ثم عقب عليها بالتضعيف (?).

9 - ومنها كذلك:

ما يروى عن استحقاق الشفاعة لمن قضى حوائج الناس؛ مثل ما يروى عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فإن رجع وإلا شفعت له)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015