ولقد قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع, وأول مشفع)) (?). وقال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة)) (?).
ومن حديث أبي بكر الصديق في الشفاعة أن عيسى عليه السلام يقول للناس إذا أتوه يستشفعونه: ((انطلقوا إلى سيد ولد آدم)) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء شفاعته: ((رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر)) (?).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) (?).
وفي معنى ((ولا فخر)) قال ابن الجوزي: (قال ابن الأنباري: المعنى لا أتبجح بهذه الأوصاف وإنما أقولها شكراً لربي ومنبهاً أمتي على إنعامه علي، وقال ابن عقيل: إنما نفي الفخر الذي هو الكبر الواقع في النفس المنهي عنه الذي قيل فيه: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [لقمان: 18] ولم ينف فخر التجمل بما ذكره من النعم التي بمثلها يفتخر، ومثله قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [القصص: 76] يعني الأشرين، ولم يرد الفرح بنعمة الله تعالى) (?) وقد قال سبحانه: قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس: 58] فأمره سبحانه بالفرح بفضله.
وظاهر من النصوص أوجه تفضيله صلى الله عليه وسلم على الأنبياء فبعثه إلى الناس كافة، وشريعته أكمل الشرائع، وهو أعظم الناس أمة، وختم الله به النبوات، إلى غير ذلك من معجزاته عليه الصلاة والسلام فهو أكثر الأنبياء آيات، وقد ذكر أن آياته صلى الله عليه وسلم تبلغ ألفاً أو أكثر (?). وقد نحى بعض أهل العلم إلى المفاضلة بين معجزاته صلى الله عليه وسلم ومعجزات الأنبياء مبيناً في كل معجزة لنبي أن نبينا أوتي خيراً منها (?).
ولقد أجمعت الأمة على أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق (?). وهو في كلام الأئمة سلفاً وخلفاً كثير، فمن ذلك ما نقل من عقيدة الإمام أحمد إمام أهل السنة أنه (كان يعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل, وخاتم الأنبياء, والشهيد على الجميع) (?). وأنه كان يقول: (إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم) (?).
وعقد النووي في شرح صحيح الإمام مسلم باباً قال: (باب تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الخلائق) (?).