إذا قارنا بين الأناجيل الأربعة نجد بينها اختلافات جوهرية تدل على خطأ كُتَّابها، وأنهم غير معصومين ولا ملهمين، وأن الله عزَّ وجلَّ بريء منها، ورسوله عيسى عليه السلام، ومن الأمثلة على ذلك:
1 - نسب المسيح عليه السلام إن مما يدهش له الإنسان أشدَّ الدهش أن النصارى لم يستطيعوا أن يضبطوا نسب المسيح عليه السلام، ولم يتفقوا عليه، فأعطاه كلٌّ من صاحب إنجيل متى وصاحب إنجيل لوقا نسباً مختلفاً عن الآخر، وإليك جدولاً بذلك يوضح الفرق بينهما:
إنجيل لوقا
إنجيل متى
المسيح ابن
المسيح ابن
1ـ يوسف 15ـ شمعي 29ـ اليعازر
1ـ يوسف 15ـ آمون
2ـ هالي 16ـ يوسف 30 ـ يوريم
2ـ يعقوب 16ـ منسى
3ـ متثاب 17ـ يهوذا 31ـ متثات
3ـ متان 17ـ حزقيا
4ـ لاوي 18ـ يوحنا 32ـ لاوي
4ـ اليعازر 18ـ أحاز
5ـ ملكي 19ـ ريسا 33 - شمعون
5ـ أليود 19ـ يوثام
6ـ ينا 20 - زربايل 34 - يهوذا
6ـ أخيم 20ـ عزيا
7 - يوسف 21ـ شألتئيل 35 ـ يوسف
7ـ صادوق 21ـ يورام
8ـ متاثيا 22ـ نيري 36ـ يونان
8ـ عازور 22ـ يهوشافاط
9ـ عاموص ـ 23 ـ ملكي 37ـ مليا
9ـ الياقيم 23ـ أسا
10ـ ناحوم 24ـ أدى 38ـ مليا
10ـ ابيهود 24ـ أبيا
11ـ حسلي 25ـ قصم 39 ـ مينان
11ـ زربابل 25ـ حبعام
12ـ نجاي 26ـ ألمودام 40 ـ متاثا
12ـ شألتئيل 26ـ سليمان
13ـ مآث 27ـ عير 41ـ تاثان
13 ـ يكنيا 27ـ داود
14ـ متاثيا 28ـ يوسى 42ـ داود
14ـ يوشيا
ففي هذا النسب فوارق وأغلاط عدة هي:
1 - أن متى نسب المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وجعله في النهاية من نسل سليمان بن داود عليهما السلام.
أما لوقا فنسبه إلى يوسف بن هالي، وجعله في النهاية من نسل ناثان بن داود عليه السلام.
2 - أن متى جعل آباء المسيح إلى داود عليه السلام سبعة وعشرين أباً، أما لوقا فجعلهم اثنين وأربعين أباً، وهذا فرق كبير بينهما يدل على خطئهما أو خطأ أحدهما قطعاً.
والنصارى يدَّعون أن أحد الإنجيلين كتب فيه نسب مريم، والآخر كتب فيه نسب يوسف، وهذا كلام باطل؛ إذ إن صاحب إنجيل متى (1/ 16) يقول: (يعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح).
أما إنجيل لوقا (3/ 23) فيقول: (ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي). فكلاهما صرح بنسب يوسف.
أما الأغلاط في هذا النسب فعديدة منها:
1 - أن نسبة المسيح عليه السلام إلى يوسف خطيب مريم في زعمهم خطأ فاحش، وفيه تصديق لطعن اليهود في مريم أم المسيح عليه السلام، وكان الواجب على النصارى أن ينسبوه إلى أمه مريم لا إلى رجل أجنبي عنه. خاصة وأن ولادته منها كانت معجزة عظيمة وآية باهرة، فنسبته إليها فيه إظهار لهذه المعجزة، وتأكيد لها وإعلان، أما نسبته إلى رجل وليس هو أبوه فيه إخفاء لهذه المعجزة واستحياء. والله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم صرَّح في مواطن عدة بنسبته إلى مريم الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17،72، 75]. عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [آل عمران: 45] , [النساء: 157،171].