فرع: الأمثلة على وقوع التحريف
أولا: الاختلافات

إذا قارنا بين الأناجيل الأربعة نجد بينها اختلافات جوهرية تدل على خطأ كُتَّابها، وأنهم غير معصومين ولا ملهمين، وأن الله عزَّ وجلَّ بريء منها، ورسوله عيسى عليه السلام، ومن الأمثلة على ذلك:

1 - نسب المسيح عليه السلام إن مما يدهش له الإنسان أشدَّ الدهش أن النصارى لم يستطيعوا أن يضبطوا نسب المسيح عليه السلام، ولم يتفقوا عليه، فأعطاه كلٌّ من صاحب إنجيل متى وصاحب إنجيل لوقا نسباً مختلفاً عن الآخر، وإليك جدولاً بذلك يوضح الفرق بينهما:

إنجيل لوقا

إنجيل متى

المسيح ابن

المسيح ابن

1ـ يوسف 15ـ شمعي 29ـ اليعازر

1ـ يوسف 15ـ آمون

2ـ هالي 16ـ يوسف 30 ـ يوريم

2ـ يعقوب 16ـ منسى

3ـ متثاب 17ـ يهوذا 31ـ متثات

3ـ متان 17ـ حزقيا

4ـ لاوي 18ـ يوحنا 32ـ لاوي

4ـ اليعازر 18ـ أحاز

5ـ ملكي 19ـ ريسا 33 - شمعون

5ـ أليود 19ـ يوثام

6ـ ينا 20 - زربايل 34 - يهوذا

6ـ أخيم 20ـ عزيا

7 - يوسف 21ـ شألتئيل 35 ـ يوسف

7ـ صادوق 21ـ يورام

8ـ متاثيا 22ـ نيري 36ـ يونان

8ـ عازور 22ـ يهوشافاط

9ـ عاموص ـ 23 ـ ملكي 37ـ مليا

9ـ الياقيم 23ـ أسا

10ـ ناحوم 24ـ أدى 38ـ مليا

10ـ ابيهود 24ـ أبيا

11ـ حسلي 25ـ قصم 39 ـ مينان

11ـ زربابل 25ـ حبعام

12ـ نجاي 26ـ ألمودام 40 ـ متاثا

12ـ شألتئيل 26ـ سليمان

13ـ مآث 27ـ عير 41ـ تاثان

13 ـ يكنيا 27ـ داود

14ـ متاثيا 28ـ يوسى 42ـ داود

14ـ يوشيا

ففي هذا النسب فوارق وأغلاط عدة هي:

1 - أن متى نسب المسيح إلى يوسف بن يعقوب، وجعله في النهاية من نسل سليمان بن داود عليهما السلام.

أما لوقا فنسبه إلى يوسف بن هالي، وجعله في النهاية من نسل ناثان بن داود عليه السلام.

2 - أن متى جعل آباء المسيح إلى داود عليه السلام سبعة وعشرين أباً، أما لوقا فجعلهم اثنين وأربعين أباً، وهذا فرق كبير بينهما يدل على خطئهما أو خطأ أحدهما قطعاً.

والنصارى يدَّعون أن أحد الإنجيلين كتب فيه نسب مريم، والآخر كتب فيه نسب يوسف، وهذا كلام باطل؛ إذ إن صاحب إنجيل متى (1/ 16) يقول: (يعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح).

أما إنجيل لوقا (3/ 23) فيقول: (ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة، وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي). فكلاهما صرح بنسب يوسف.

أما الأغلاط في هذا النسب فعديدة منها:

1 - أن نسبة المسيح عليه السلام إلى يوسف خطيب مريم في زعمهم خطأ فاحش، وفيه تصديق لطعن اليهود في مريم أم المسيح عليه السلام، وكان الواجب على النصارى أن ينسبوه إلى أمه مريم لا إلى رجل أجنبي عنه. خاصة وأن ولادته منها كانت معجزة عظيمة وآية باهرة، فنسبته إليها فيه إظهار لهذه المعجزة، وتأكيد لها وإعلان، أما نسبته إلى رجل وليس هو أبوه فيه إخفاء لهذه المعجزة واستحياء. والله عزَّ وجلَّ في القرآن الكريم صرَّح في مواطن عدة بنسبته إلى مريم الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة:17،72، 75]. عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ [آل عمران: 45] , [النساء: 157،171].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015