الفصل الأول: تعريف الإيمان بالكتب

الكتب في اللغة: جمع كتاب بمعنى مكتوب، مثل فراش بمعنى مفروش، وإله بمعنى مألوه، وغراس بمعنى مغروس.

ومادة (كتب) تدور حول الجمع والضم، وسمي الكاتب كاتباً؛ لأنه يجمع الحروف ويضم بعضها إلى بعض.

ومنه الكتيبة من الجيش سميت كتيبةً؛ لاجتماعها، وانضمام بعضها إلى بعض، ومنه تسمية الخياط كاتباً؛ لأنه يجمع أطراف الثوب إلى بعض، كما في مقامات الحريري، حيث قال ملغزاً:

وكاتبين وما خطت أناملهم ... حرفاً ولا قرأوا ما خط في الكتب

ويَقْصدُ بهم الخياطين. رسائل في العقيدة لمحمد إبراهيم الحمد - ص: 280

والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيها كما في قوله تعالى: يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ [النساء: 153] يعني صحيفة مكتوبا فيها.

والمراد بالكتب هنا: الكتب والصحف التي حوت كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام. سواء ما ألقاه مكتوباً كالتوراة، أو أنزله عن طريق الملك مشافهة فكتب بعد ذلك كسائر الكتب. أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء - ص: 127

طور بواسطة نورين ميديا © 2015