وعندما درست أنا وزملائي مقرر (نقد الرجال) في مرحلة الماجستير بمكة المكرمة عام (1395هـ) ؛ كان شيخنا الدكتور محمد أمين المصري (1397هـ) - يرحمه الله - يشير دوماً إلى عدم اتفاق علماء الحديث على ألفاظ موحدة في الجرح والتعديل، وأنه لو ابتكر إطار موحد؛ لكان عملاً جيداً.

ثم كان لعملي الموسوعي الوجيز: "مرويات شعبة بن الحجاج في الكتب الستة" في بحث الماجستير اتجاهاً تأصيلياً - غير مخطط له من شخصي الضعيف - في اتجاه مشروع موسوعة الحديث النبوي.

وفي المحرم (1399هـ) انتقلت إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. وهناك نمت فكرة العمل الحديثي بوصفه بحثاً يجمع أطراف أحاديث صحيح الإمام البخاري في موضع واحد، ثم تطور إلى عمل يجمع سلاسل أشجار أسانيد الأحاديث النبوية.

وكان من فضل الله تعالى أن تكون دراستي للدكتوراه (1400-1403هـ) تحت إشراف العالم الزاهد الدكتور موسى شاهين لاشين، في جامعة الأزهر الشريف، بالقاهرة المحروسة. والمشاركة من خلال بحث الدكتوراة "القسم الثاني من سنن أبي داود" في بناء موسوعة جامعة الأزهر لمصنفات الحديث: تحقيقاً، وتخريجاً، وحكماً.

وهكذا انطلقت معتمداً على البارئ الخالق عزوجل. مبتدئاً بأحاديث العبادات، لأنها أكثر دوراناً على الألسنة، وأكثر تداولاً في حياة الإنسان. مفتتحاً بكتاب (أحاديث الزكاة) من ستة عشر مصدراً، في طبعة تمهيدية، مهداة لأربعمائة شخصية عِلمية، ومعنوية، في أرجاء العالم الإسلامي، ممن يهمهم هذا العمل، لإثرائي بملحوظاتهم، وتطلعاتهم، التي يرون فيها تقويماً له، ودفعاً لمسيرته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015