€1297¤1879¥
كان للخديوي إسماعيل خصوم في مصر وفي الأستانة مع تزايد التدخل الأوربي السافر في شؤون مصر، فكانت القناصل الأوربية يضغطون عليه ليقيل نفسه وفي إستنبول كان بعض السفراء يحثون السلطان على إصدار قرار العزل ومن الأسباب التي اتخذتها الحكومات الأوربية للمطالبة بعزله هو الانقلاب السياسي الذي قام به إسماعيل سنة 1879م (سنة عزله) وأنهى به عهد حكم حملة السندات باستقالة النظارة المصرية الإنكليزية الفرنسية وتأليف نظارة مصرية صميمة، كما حقدت عليه فرنسا لبيعه أسهم قناة السويس لإنكلترا دون أن يبيعها لفرنسا وأما بريطانيا فكان هدفها من عزله هو تمهيد الطريق لها للانفراد باحتلال مصر عسكريا وبسط حماية مقنعة عليها وباقي الدول كانت تتذرع بالديون التي لها عليه، ثم صدر المرسوم السلطاني بعزل إسماعيل وتولى الصدر الأعظم إبلاغ إسماعيل بالقرار في ضحى يوم 26 حزيران سنة 1879م وأبلغ بذلك أيضا ولي العهد توفيق بن إسماعيل، وأما القنصلان الفرنسي والبريطاني فطلبا من إسماعيل التنازل قبل أن يصل الأمر التام من السلطان وهدده القنصل الفرنسي بالنفي دون أن يحمل معه شيئا، وكان المرشح للجلوس مكانه هو حليم باشا عم إسماعيل لكن تحت الضغط البريطاني ألغي ترشيحه، ثم تم تعيين ابنه توفيق مكانه، ثم تحدد يوم الاثنين 30 حزيران 1879م موعدا لمغادرة الخديوي إسماعيل عن مصر ثم أبحرت به الباخرة المحروسة إلى إيطاليا التي امتنعت من استقباله وظل شهرا في البحر هو وأهله ثم أذن لهم بعد ذلك بالنزول إلى البر.
£