أخذت دائرة التأليف العربي - في شتى العلوم والفنون - تتسع منذ منتصف القرن الثالث. وكان لابد من تسجيل هذا التراث وتصنيفه، على أبواب العلوم وأسماء الكتب.
ويعد ابن النديم - محمد بن إسحاق بن محمد، المتوفى سنة 438هـ أول من عنى بهذا اللون من التأليف الكتبي، أو الببليوجرافي.
ولاشك أن اشتغال ابن النديم بصناعة الوراقة، وهي نسخ الكتب وبيعها، قد أظهره على أسماء الكتب، وطرائق تأليفها، مما أعانه على إقامة عمله الرائد هذا (?) .
وقد أبان ابنُ النديم عن منهجه، في تلك المقدمة الموجزة التي صدر بها كتابه. قال:
وهذا فهرست كتب جميع الأمم، من العرب والعجم، الموجود منها بلغة العرب وقلمها، في أصناف العلوم، وأخبار مصنفيها، وطبقات