وعن أم هانئ قالت كنا نسمع قراءة النبى- صلى الله عليه وسلم- فى جوف الليل عند الكعبة، وأنا على عريشى (?) ، رواه ابن ماجه.

وأما ضحكه- صلى الله عليه وسلم-، ففى البخارى عن عائشة: ما رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى لهواته، إنما كان يتبسّم (?) ، أى: ما رأيته مستجمعا من جهة الضحك بحيث يضحك ضحكا تاما مقبلا بكليته على الضحك. واللهوات: بفتح اللام، جمع لهاة، وهى اللحمة التى بأعلى الحنجرة من أقصى الفم. وهذا لا ينافيه ما فى حديث أبى هريرة فى قصة المواقع أهله فى رمضان، فضحك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه (?) .

رواه البخارى: وهى بالجيم والذال المعجمة: الأضراس. ولا تكاد تظهر إلا عند المبالغة فى الضحك. لأن عائشة إنما نفت رؤيتها، وأبو هريرة أخبر بما شاهده، والمثبت مقدم على النافى.

وقد قال أهل اللغة: التبسم: مبادىء الضحك، والضحك: انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة، وإلا فالضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم. وقال ابن أبى هالة: جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، أى يبدى أسنانه ضاحكا، وحب الغمام: البرد. وقال الحافظ ابن حجر: والذى يظهر من مجموع الأحاديث: أنه- صلى الله عليه وسلم- كان فى معظم أحواله لا يزيد على التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك. قال: والمكروه إنما هو الإكثار منه والإفراط فيه لأنه يذهب الوقار. وقال ابن بطال: والذى ينبغى أن يقتدى به من أفعاله ما واظب عليه من ذلك.

وقد روى البخارى فى الأدب المفرد وابن ماجه عن أبى هريرة رفعه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015