وكان- صلى الله عليه وسلم- أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم.
بحر من الشهد فى فيه مراشفه ... يا قوته صدف فيه جواهره
وعن أبى قرصافة قال: بايعنا رسول الله أنا وأمى وخالتى، فلما رجعنا قالت لى أمى وخالتى: يا بنى، ما رأينا مثل هذا الرجل أحسن وجها ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما، ورأينا كالنور يخرج من فيه.
وأما ريقه الشريف ففى الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: «لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كلهم يرجو أن يعطاها، قال: «أين على بن أبى طالب؟» فقالوا: هو يا رسول الله يشتكى عينيه، قال: «فأرسلوا إليه» فأتى به، فبصق الرسول- صلى الله عليه وسلم- فى عينيه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع (?) . الحديث متفق عليه.
وأتى بدلو من ماء، فشرب من الدلو، ثم صب فى البئر، أو قال: «مج فى البئر» ففاح منها مثل رائحة المسك (?) . رواه أحمد وابن ماجه من حديث وائل بن حجر.
وبزق فى بئر فى دار أنس، فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها، رواه أبو نعيم.
وكان- صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء يدعو برضعائه ورضعاء ابنته فاطمة فيتنقل فى أفواههم ويقول للأمهات: «لا ترضعنهم إلى الليل» فكان ريقه يجزئهم (?) . رواه البيهقى.