فقال رجل منهم، يقال له زرارة بن عمرو، يا رسول الله إنى رأيت فى سفرى هذا عجبا، قال: «وما رأيت؟» قال: رأيت أتانا تركتها كأنها ولدت جديا أسفع أحوى (?) ، فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «هل تركت لك مصرة (?) على حمل؟» قال: نعم، قال: «فإنها قد ولدت غلاما وهو ابنك» ، قال يا رسول الله: ما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن منى» ، فدنا منه، قال: هل بك من برص تكتمه؟ قال: والذى بعثك بالحق نبيّا ما علم به أحد، ولا اطلع عليه غيرك، قال: «فهو ذلك» .

قال: يا رسول الله، ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان مدلجيان ومسكتان. قال: «ذلك ملك العرب رجع إلى أحسن زيه وبهجته» .

قال: يا رسول الله، ورأيت عجوزا شمطاء، خرجت من الأرض.

قال: «تلك بقية الدنيا» .

قال: ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بينى وبين ابن لى يقال لى عمرو، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «تلك فتنة تكون فى آخر الزمان» . قال:

يا رسول الله، وما الفتنة؟ قال: «يقتل الناس إمامهم» - وخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم- بين أصابعه- «يحسب المسىء فيها أنه محسن، ويكون دم المؤمن عند المؤمن أحلى من شرب الماء، إن مات ابنك أدركت الفتنة، وإن مت أدركها ابنك» .

قال: يا رسول الله ادع الله ألاأدركها، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:

«اللهم لا يدركها» . فمات فبقى ابنه فكان ممن خلع عثمان بن عفان رضى الله عنه- (?) . انتهى ملخصا من الهدى النبوى، والله الموفق وسيأتى هذا- إن شاء الله تعالى- فى تعبيره- صلى الله عليه وسلم- الرؤيا من المقصد الثامن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015