من الجعرانة بعث قيس بن سعد عبادة فى أربعمائة، وأمره أن يطأ ناحية من اليمن فيها صداء، فقدم رجل منهم علم بالبعث على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله اردد الجيش، وأنا لك بقومى، فرد قيسا.
ورجع الصدائى إلى قومه فقدم على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خمسة عشر رجلا منهم، فبايعوه على الإسلام ورجعوا إلى قومهم ففشا فيهم الإسلام، فوافى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منهم مائة رجل فى حجة الوداع. ذكره الواقدى.
وذكر من حديث زياد بن الحارث الصدائى أنه الذى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقال له: اردد الجيش، وقال: كان زياد هذا معه- صلى الله عليه وسلم- فى بعض أسفاره وأنه- صلى الله عليه وسلم- قال له: «يا أخا صداء هل معك ماء؟» قلت: معى شىء فى إداوتى، فقال: «صبه» ، فصببته فى قعب ثم وضع- عليه الصلاة والسلام- كفه فيه فرأيت الماء ينبع من بين أصابعه عينا تفور.
وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد غسان (?) ، فى شهر رمضان سنة عشر، وكانوا ثلاثة نفر، فأسلموا وأجازهم- صلى الله عليه وسلم- بجوائز، وانصرفوا راجعين.
وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد سلامان (?) فى شوال سنة عشر، كما قال الواقدى، وكانوا سبعة نفر، فيهم حبيب بن عمرو، فأسلموا وشكوا إليه جدب بلادهم فدعا لهم ثم ودعوه وأمر لهم بالجوائز، ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد أمطرت فى اليوم الذى دعا لهم فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تلك الساعة.
وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد بنى عبس (?) ، فقالوا: يا رسول الله، قدم علينا قراؤنا فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش، فإن كان لا