الحارث بن عوف، فقال لهم- صلى الله عليه وسلم-: «كيف البلاد؟» فقالوا: والله إنا لمسنتون، فادع الله لنا، فقال- عليه السّلام-: «اللهم اسقهم الغيث» . ثم أقاموا أياما ورجعوا بالجائزة فوجدوا بلادهم قد أمطرت فى ذلك اليوم الذى دعا لهم فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
وقدم عليه- زاده الله شرفا لديه- وفد خولان (?) ، فى شعبان سنة عشر، وكانوا عشرة، فقالوا: يا رسول الله، نحن مؤمنون بالله مصدقون برسوله، وقد ضربنا إليك آباط الإبل، وركبنا حزون الأرض وسهولها، والمنة لله ولرسوله علينا، وقدمنا زائرين لك. فقال- صلى الله عليه وسلم-: «أما ما ذكرتم من مسيركم إلى فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة، وأما قولكم زائرين لك، فإنه من زارنى بالمدينة كان فى جوارى يوم القيامة» .
ثم قال- صلى الله عليه وسلم-: «ما فعل صنم خولان الذى كانوا يعبدونه؟» قالوا:
بدلنا الله به ما جئت به، إلا أن عجوزا وشيخا كبيرين يتمسكان به، وإن قدمنا عليه هدمناه إن شاء الله تعالى.
ثم علمهم- صلى الله عليه وسلم- فرائض الدين، وأمرهم بالوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وحسن الجوار، وألايظلموا أحدا، ثم أجازهم ورجعوا إلى قومهم، وهدموا الصنم.
وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد محارب (?) عام حجة الوداع، وكانوا أغلظ العرب وأفظهم عليه أيام عرضه على القبائل يدعوهم إلى الله، فجاءه- صلى الله عليه وسلم- منهم عشرة فأسلموا، ثم انصرفوا إلى أهليهم.
وقدم عليه- صلى الله عليه وسلم- وفد صداء (?) فى سنة ثمان، وذلك أنه لما انصرف