وفى حديث ابن مسعود: فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم، فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم، يسعى بين أيديهم، الحديث؛ وفيه:
فيمرون على قدر نورهم، منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرجل، حتى يمر الذى يعطى نوره على ظهر قدميه، يحبو على وجهه ويديه ورجليه، تجرّ يد وتعلق يد، وتجر رجل وتعلق رجل، وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص، فإذا خلص وقف عليها وقال: الحمد لله الذى أعطانى ما لم يعط أحدا إذ نجانى منها بعد أن رأيتها. الحديث. رواه ابن أبى الدنيا والطبرانى.
وروى مسلم: قال أبو سعيد: بلغنى أن الصراط أحد من السيف وأرق من الشعرة (?) . وفى رواية ابن منده من هذا الوجه: قال سعيد بن أبى هلال.
ووصله البيهقى عن أنس عن النبى- صلى الله عليه وسلم- مجزوما به، وفى سنده لين.
ولابن المبارك من مرسل عبيد بن عمير: «أن الصراط مثل السيف وبجنبتيه كلاليب، والذى نفسى بيده إنه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة ومضر» . وأخرجه ابن أبى الدنيا من هذا الوجه وفيه: والملائكة على جنبتيه يقولون: رب سلم سلم.
وعن الفضيل بن عياض: بلغنا أن الصراط مسيرة خمس عشرة ألف سنة، خمسة آلاف صعود، وخمسة آلاف هبوط، وخمسة آلاف مستوى، أدق من الشعرة وأحد من السيف على متن جهنم، لا يجوز عليه إلا ضامر مهزول من خشية الله. ذكره ابن عساكر فى ترجمته، قال فى فتح البارى: وهذا معضل لا يثبت.
قال: وعن سعيد بن أبى هلال: بلغنا أن الصراط أدق من الشعرة على بعض الناس، ولبعض الناس مثل الوادى الواسع، أخرجه ابن المبارك، وهو مرسل أو معضل.