العبد العاق لأى شئ تطلب الرد؟ فيقول: إلهى، إنى سائر إلى النار وكنت عاقا لأبى وهو سائر إلى النار مثلى، فضعف علىّ عذابه وأنقذه منها، قال:
فيضحك الله تعالى ويقول: عققته فى الدنيا وبررته فى الآخرة، خذ بيد أبيك فانطلقا إلى الجنة.
وقد روى حذيفة أن صاحب الميزان يوم القيامة جبريل- عليه السّلام-، وهو الذى يزن الأعمال يوم القيامة.
واختلف أيضا فى كيفية الرجحان والنقص فقال بعضهم: الراجح أن الموزون فى الآخرة يصعد، عكس ما فى الدنيا، واستشهد فى ذلك بقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ»
الآية. قال الزركشى: وهو غريب مصادم لقوله تعالى: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ «2» .
وهل توزن الأعمال كلها أو خواتيمها؟ حكى عن وهب بن منبه أنه قال: يوزن من الأعمال خواتيمها، واستدل بقوله- صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بخواتيمها» «3» .
وذكر الحافظ أبو نعيم عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من قضى لأخيه المؤمن حاجة كنت واقفا عند ميزانه، فإن رجح وإلا شفعت له» . وقال بعض أهل العلم، فيما حكاه القرطبى فى «التذكرة» : ولن يجوز أحد الصراط حتى يسأل على سبع قناطر، فأما القنطرة الأولى: فيسأل عن الإيمان بالله، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، فإن جاء بها مخلصا جاز، ثم يسأل فى القنطرة الثانية عن الصلاة، فإن جاء بها تامة جاز، ثم يسأل فى القنطرة الثالثة عن صوم شهر رمضان، فإن جاء به تامّا جاز، ثم يسأل فى القنطرة الرابعة عن الزكاة، فإن جاء بها تامة جاز، ثم يسأل فى القنطرة الخامسة عن الحج والعمرة، فإن جاء بهما تامتين جاز، ثم يسأل فى السادسة