قال: «من زار قبرى وجبت له شفاعتى» (?) . ورواه عبد الحق فى أحكامه الوسطى، وفى الصغرى وسكت عنه، وسكوته عن الحديث فيهما دليل على صحته.

وفى المعجم الكبير للطبرانى: أن النبى- صلى الله عليه وسلم- قال: «من جاءنى زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتى، كان حقّا علىّ أن أكون شفيعا له يوم القيامة» (?) .

وصححه ابن السكن.

وروى عنه- صلى الله عليه وسلم-: «من وجد سعة ولم يفد إلىّ فقد جفانى» (?) . ذكره ابن فرحون فى مناسكه، والغزالى فى الإحياء، ولم يخرجه العراقى، بل أشار إلى ما أخرجه ابن النجار فى تاريخ المدينة مما هو فى معناه عن أنس بلفظ: «ما من أحد من أمتى له سعة ثم لم يزرنى إلا وليس له عذر» (?) .

ولابن عدى فى «الكامل» وابن حبان فى «الضعفاء» ، والدار قطنى فى «العلل» و «غرائب مالك» وآخرين كلهم عن ابن عمر مرفوعا: «من حج ولم يزرنى فقد جفانى» (?) . ولا يصح.

وعلى تقدير ثبوته، فليتأمل قوله «فقد جفانى» فإنه ظاهره فى حرمة ترك الزيارة لأن الجفاء أذى، والأذى حرام بالإجماع فتجب الزيارة، إذ إزالة الجفاء واجبة، حينئذ، فمن تمكن من زيارته ولم يزره فقد جفاه، وليس من حقه علينا ذلك.

وعن حاطب أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «من زارنى بعد موتى فكأنما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015