اعلم أنه قد ثبت أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يعود من مرض من أصحابه، حتى لقد عاد غلاما كان يخدمه من أهل الكتاب، وعاد عمه وهو مشرك، وعرض عليهما الإسلام، فأسلم الأول وكان يهوديّا، كما روى البخارى وأبو داود من حديث أنس: أن غلاما من اليهود كان يخدم النبى- صلى الله عليه وسلم- فمرض فعاده- صلى الله عليه وسلم- فقعد عند رأسه، فقال: «أسلم» ، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال:
أطع أبا القاسم فأسلم، فخرج النبى- صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: «الحمد لله الذى أنقذه من النار» (?) .
وكان- صلى الله عليه وسلم- يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأل عن حاله ويقول: «كيف تجدك؟» (?) .
وفى حديث جابر عند البخارى ومسلم والترمذى وأبى داود، قال:
مرضت فأتانى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعودنى وأبو بكر، وهما ماشيان، فوجدانى أغمى على، فتوضأ النبى- صلى الله عليه وسلم- ثم صب وضوءه على فأفقت، فإذا النبى- صلى الله عليه وسلم-، وعند أبى داود: فنضح فى وجهى فأفقت. وفيه: أنه- صلى الله عليه وسلم- قال:
«يا جابر لا أراك ميتا من وجعك هذا» (?) .