منهم في ذلك ولا في شيء منه، ولا مثوبة بسبب يد، ولا ملك، ولا وجه من الوجوه كلها، خلا ما في ذلك من مسجد لله تبارك وتعالى أو مدفن لآبائهم، وورخ ذلك الإشهاد بثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستين وستمائة، وأثبت على قاضي القضاة الصاحب تاج الدين عبد الوهاب ابن بنت الأعزّ الشافعي رحمه الله تعالى.
وتقرّر مع المذكورين أن مهما كان قبضوه من أثمان بعض الأماكن المذكورة التي عاقد عليها وكلاؤهم، واتصلوا إليه يحاسبوا به من جملة ما يحرز ثمنه عند وكيل بيت المال، وقبضت أيدي المذكورين عن التصرّف في الأماكن المذكورة وغيرها، ورسم ببيعها فباعها وكيل بيت المال كمال الدين ظافر أوّلا فأوّلا، ونقضت شيئا شيئا، وبنى في أماكنها ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
واشترى قاعة السدرة بجوار المدرسة، والتربة الصالحية قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم «1» بن عبد الواحد بن عليّ بن مسرور المقدسيّ الحنبليّ، مدرس الحنابلة بالمدرسة الصالحية: بألف وخمسة وسبعين دينارا في رابع جمادى الآخرة سنة ستين وستمائة من كمال الدين ظافر بن الفقيه نصر وكيل بيت المال، ثم باعها المذكور للملك الظاهر بيبرس في حادي عشري جمادى الآخرة المذكورة، وقاعة السدرة هذه، قد صارت هي، وقاعة الخيم أصل المدرسة الظاهرية الركنية البيبرسية البندقدارية.
قال القاضي الفاضل: وفي يوم الاثنين سادس شهر رجب، يعني من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ظهر تسحب رجلين من المعتقلين في القصر أحدهما من أقارب المستنصر، والآخر من أقارب الحافظ، وأكبرهما سنا كان معتقلا بالإيوان حدث به مرض، وأثخن فيه، ففك حديده، ونقل إلى القصر الغربيّ في أوائل سنة ثلاث وثمانين، واستمرّ لما به، ولم يستقل من المرض، وطلب ففقد، واسمه: موسى بن عبد الرحمن أبي حمزة بن حيدرة بن أبي الحسن أخي الحافظ، واسم الآخر: موسى بن عبد الرحمن بن أبي محمد بن أبي اليسر بن محسن بن المستنصر، وكان طفلا في وقت الكائنة بأهله، وأقام بالقصر الغربيّ مع من أسر به إلى أن كبر وشب.
قال: وذكر أن القصر الغربيّ قد استولى عليه الخراب، وعلا على جدرانه التشعث، والهدم، وإنه يجاور اصطبلات فيها جماعة من المفسدين، وربما تسلق إليه للتطرّق للنساء المعتقلات، والمتسلق منه إذا قويت نفسه على التسحب لم تكن عقلته في القصر المذكور مانعة من التسحب.