وقال البحتري:

رحلوا فأية عبرة لم تسكب ... أسفاً، وأي عزيمة لم تغلب (1)

هذا أيضاً ابتداء جيد حسن.

وقال أيضاً:

أكنت معنفي يوم الرحيل ... وقد لجت دموعي في الهمول (2)

وقال أيضاً: إن سير الخليط يوم استقلا ... كان عوناً للدمع حين تولى (3)

وقال أيضاً:

لم تبلغ الحق، ولم تنصف ... عين رأت بيناً فلم تذرف (4)

وهذه كلها ابتداءات جيدة، عذبة، شهية.

وقال أيضاً:

دع دموعي في ذلك الاشتياق ... تتناجى بذكر يوم الفراق (5)

وهذا بيت رديء، قد عابه «ابن المعتز» وقال: ما أقبح قوله: «في ذلك الاشتياق»، وهي -لعمري- قبيحة، ولا أعرف له مثلها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015