المجلد الثاني

ذكر الفراق والوداع والترحل عن الديار والبكاء على الظاعنين

... وأفتتح ذلك بما جاء عنهما من الابتداءات في هذه المعاني، وأبوبها أبواباً، لتصح الموازنة بينهما.

ما قالاه في البكاء على الظاعني

ما قالاه في البكاء على الظاعنين

... قال أبو تمام:

يا بعد غاية دمع العين إذ بعدوا ... هي الصبابة طول الدهر والكمد (1)

هذا أجود ابتداءاته في هذا المعنى، وأبلغها.

وأجود منه وأحلى قول البحتري:

قلب مشوق عناه البث والكمد ... ومقلة تبذل الدمع الذي تجد (2)

قوله: «تبذل الدمع الذي تجد» معنى ما لحسنه نهاية، ولفظ في غاية البراعة والحلاوة.

وقال أبو تمام:

هي فرقة من صاحب لك ماجد ... فغدا إذابة كل دمع جامد (3)

وهذا ابتداء جيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015