... وأفتتح ذلك بما جاء عنهما من الابتداءات في هذه المعاني، وأبوبها أبواباً، لتصح الموازنة بينهما.
ما قالاه في البكاء على الظاعنين
... قال أبو تمام:
يا بعد غاية دمع العين إذ بعدوا ... هي الصبابة طول الدهر والكمد (1)
هذا أجود ابتداءاته في هذا المعنى، وأبلغها.
وأجود منه وأحلى قول البحتري:
قلب مشوق عناه البث والكمد ... ومقلة تبذل الدمع الذي تجد (2)
قوله: «تبذل الدمع الذي تجد» معنى ما لحسنه نهاية، ولفظ في غاية البراعة والحلاوة.
وقال أبو تمام:
هي فرقة من صاحب لك ماجد ... فغدا إذابة كل دمع جامد (3)
وهذا ابتداء جيد.