وقوله:
وكأين غدت لي وهي شعر مسير ... وراحت علي وهي مال مسوم
فأقول في الموازنة بينهما: إن عيون شعر أبي تمام أجود من عيون شعر البحتري، وهما في جيدهما متساويان، وأطرح إساءات أبي تمام في هذا الباب فلا أعتد بها.
وقد مدحت الأوائل أشعارهما ووصفتها، فقال كعب بن زهير:
فمن للقوافي شابها من يحوكها ... إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
يقول فلا يعيى بشيء يقوله ... ومن قائليها من يسيء ويعمل
يقومها حتى تلين متونها ... فيقصر عنها كل ما يتمثل
كفيتك لا تلقى من الناس شاعراً ... تنخل منها مثل ما انتخل
وقال تميم بن أبي بن مقبل:
إذا مت عن ذكر القوافي فلن ترى ... لها قائلاً بعدي أطب وأشعرا
وأكثر بيتاً شارداً ضربت به ... حزون جبال الشعر حتى تيسرا
أغر غريباً يمسح الناس وجهه ... كما تمسح الأيدي الجواد المشهرا