وإنما جعلها في السماع جنادل، وفي القلوب كواكب، ففرق بين السمع والقلب في التقسيم وحالهما واحدة، لأن الأشياء تتصور في القلوب ولا تتصور في الأسماع، فجعل جزالة اللفظ للأذن، وحسن المعاني للقلب.

وقال:

أما القوافي فقد حصنت غرتها ... فما يصاب دم منها ولا سلب

منعت إلا من الأكفاء ناكحها ... وكان منك عليها العطف والحدب

ولو عضلت عن الأكفاء أيمها ... ولم يكن لك في أطهارها أرب

كانت بنات نصيب حين ضن بها ... عن الموالي ولم تحفل بها العرب

قد فسر معنى البيت الأول بالثاني بقوله: «فما يصاب دم منها ولا سلب»، لأنه منع القصائد أن تقال إلا في كفء سيد رئيس، فما يصاب دم منها ولا سلب، لأنها إن قيلت في وضيع لئيم، فكأنها مما أصيب فذهب دمع وسلبه، وهذا محذو على قول ابن هرمة:

كأن قصائدي لك فاصطنعني ... كرائم قد عطلن عن النكاح

وقال:

خذها مغربة في الأرض آنسة ... بكل فهم غريب حين تغترب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015