له خلق جاسي النواحي كأنني ... أمارس منه هادي الأسد الورد
وهذا من أحسن كلام وأحلى مذهب
وقال يخاطب أبا نوح ويستهديه شراباً:
قربت من الفعل الكريم يداكا ... ودنا على المتطلبين جداكا
فاسلم أبا نوح لتشييد العلا ... وفداك من صرف الزمان عداكا
إبي لأضمر للربيع محبة ... إذ كنت أعتد الربيع أخاكا
وأراك بالعين التي لم تنصرف ... ألحاظها إلا أتى نعماكا
ما للمدام تأخرت عن فتية ... عزموا الصبوح وأملوا جدواكا
بكرت لهم سقيا السحاب وقصرت ... عنهم أوان تعلة سقياكا
ما كان صوب المزن يطمع قبلها ... في أن يجيء نداه قبل نداك
ولديك صهباء كأن نسيمها ... من طيب عرفك أو جميل نثاكا
وكأن بشرك في شعاع كؤوسها ... لما توالت في الأكف دراكا
تجلو برونقها العيون إذا أتت ... رسلاً ونشربها على ذكراكا
يغني النديم عن الغناء حديثنا ... بمحاسن لك لم تكن لسواكا