وهذا من نادر شعره ومشهور إحسانه ومعانيه.

وقال أبو تمام وكتب بها إلى الحسن بن وهب يستهدي منه نبيذا:

جعلت فداك عبد الله عندي ... بعقب البعد منه والبعاد

له لمة من الكتاب بيض ... قضوا حق الزيادة والوداد

وأحسب يومهم إن لم تجدهم ... مصادف دعوة منهم جماد

فكم نوء من الصهباء سار ... وآخر منك بالمعروف غاد

فهذا يستهل على غليلي ... وهذا يستهل على بلادي

ويسقي ذا مذانب كل عرق ... ويترع ذا قرارة كل واد

دعوتهم عليك وكنت ممن ... نعنيه على العقد الجياد

قوله: «البعد والبعاد» جعل البعد منه في موضع هجره، وجعل البعاد الغيبة، وقوم يروونه: «بعقب الصد منه والبعاد» والذي قاله الرجل هو هذا، لأني كذا وجدته في الأصول العتق.

وقوله: «فهذا يستهل على غليلي» أي: يروي عطشي «وهذا يستهل على بلادي» أي على مواطني ومحلي، وقوم يروونه «يستهل على تلادي» وذاك عندي خطأ، لأنه لا يؤدي إلى معنى، إلا أن يعلمنا أن معروف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015