وقال:

أكان الصبا إلا خيالًا مسلمًا ... أقام كرجع الطرف ثم تصرما

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا ... من الحسن حتى هم أن يتكلما

وقد نبه النوروز في غلس الدجى ... أوائل ورد كن بالأمس نوما

يفتقه برد الندى فكأنه ... ينث حديثاً كان قبل مكتما

ومن شجر رد الربيع لباسه ... عليه كما نشرت وشيًا منمنما

أحل وأبدى للعيون بشاشة ... وكان قذى للعين إذ كان محرما

ورق نسيم الريح حتى حسبتها ... تجيء بأنفاس الأحبة نعما

فما يحبس الراح التي أنت خلها ... وما يمنع الأوتار أن تترنما!؟

وما زلت شمسًا للندامى إذا انتشوا ... وراحوا بدورًا يستحثون أنجما

تكرمت من قبل الكؤوس عليهم ... فما اسطعن أن يحدثن قبل تكرما!

وهذا المعنى الذي أبر البحتري فيه على كل محسن، لأن امرأ القيس قال:

سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا ... ونائل ذا إذا صحا وإذا سكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015