وإنما أَوْرَدْنَاها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها. ويقول (?): (إلا أني وجدت في الحديث كلماتٍ كثيرة، في أوائلها حروف زائدة، قد بُنِيت الكلمة عليها حتى صارت من نفسها، وكان يلتبس موضعها الأصلي على طالبها، لاسيما وأكثر طلبة غريب الحديث لا يكادون يُفَرِّقون بين الأصلي والزائد، فرأيت أن أُثبتها في باب الحرف الذي هو في أولها وإن لم يكن أصلياً، ونَبَّهْتُ عند ذكرِه، لئلا يراها أحدٌ في غير بابها، فيظن أني وضَعْتُها فيه للجهل بها).

ولم يكن هذا المنهج منه مطرداً، فقد عمل به في بعض الكلمات، وأغفله في كلمات أخرى. وقد لحظ ابن منظور في «اللسان» (?) هذا الاضطراب في منهج ابن الأثير فقال: (غير أنه لم يضع الكلمات في محلِّها، ولا راعى زائد حروفها من أصلها).

مثاله: أورد في مادة (أبرد) (?) في باب الهمزة، حديث: «إنَّ البطيخ يقلَعُ الإبْرِدَة»، وشرحها، ثم قال: وهمزتها زائدة، وإنما أوردناها هاهنا حملاً على ظاهر لفظها. وفي مادة (برد) لم يُورد هذا الحديث، ولم يُشر إلى شيءٍ منه.

وأورد في مادة (أجدل) (?) في باب الهمزة حديث: «يهوي هُوِيَّ الأجادل»، وشرحها ثم قال: والهمزة فيه زائدة. وفي مادة (جدل) لم يُورد الحديث.

وأورد في مادة (إذْخر) (?) في باب الهمزة حديث: «إلا الإِذْخِر»، ثم قال: وهمزتها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015