مع تلك الفوائد التي ذكرتها لأصول الفقه، فإنه لم يسلم من
بعض الاعتراضات التي وجهت إليه، والشبه التي أثيرت حوله،
وإليك بيان أهمها، والأجوبة عنها فأقول:
الشبهة الأولى:
ورد عن بعض الناس أنهم ذمّوا علم أصول الفقه، وحقَّروه في
نفوس طلاب العلم، وذكروا أنه لا فائدة منه لا في الدنيا ولا في
الآخرة.
جوابها:
يجاب عنها: بأن سبب ذمهم لهذا العلم وتحقيرهم له هو:
جهلهم بهذا العلم، وعدم قدرتهم على فهمه بالتفصيل، وقديما
قيل: " من جهل شيئاً عاداه ".
إذ كيف يذمون علما هو من أهم شروط الاجتهاد؛ حيث إنه إذا
لم يتعلمه الفقيه بالتفصيل، فإنه لن يتوصل إلى درجة الاجتهاد،
ولا يمكنه - بأي حال - استنباط حكم شرعي من دليل، بل لو لم
يعرف القياس - فقط - لانتفت عنه صفة الفقه، كما قال الإمام
الشافعي: " من لم يعرف القياس فليس بفقيه "، وكما قال الإمام
أحمد: " لا يستغني أحد عن القياس "؟!