والخلاصة: أن الإطلاق الأول المراد به إيجاد الشرط؛ لأن حفر

البئر شرط لوقوع الهلاك؛ لكونه إزالة للمانع؛ إذ لولا الحفر

لاستمسكت الأرض ولم يقع الهلاك، فيكون المراد بالمباشرة هنا:

إيجاد العِلَّة، وبالتسبب إيجاد الشرط، وهكذا.

أما الإطلاقات الثلاثة الباقية فهي تنتظم في سلك العِلَّة؛ فالرمي

عِلَّة العلَّة؛ لكونه علَّة للإصابة، والإصابة علَّة للزهوقَ، والنصاب

بدون الحول عِلَّة، وَلكن تخلَّف شرطها، والإطلاق الرابع أطلقوه

على العِلَّة الكاملة.

***

المسألة الرابعة: العِلَّة:

نظراً إلى أن العلَّة تعتبر قسما من أقسام السبب، فقد جعلناها من

مسائل السبب، وإليك بيانها فأقول:

أولاً: العِلَّة لغة:

تطلق على إطلاقات، ولكن أقربها إلى الصحة هو: أنها بمعنى

الأمر المغير للشيء، ومنه سمي المرض عِلَّة؛ لأن حالة المريض تتغير

به من الصحة والقوة والنشاط إلى المرض والضعف والسقم.

وهذا أنسب التعاريف اللغوية للعلَّة؛ لتناسبه مع المعنى

الاصطلاحي وهو: التغيير، فكما يتغير الَجسم حالة حصول العلَّة،

وهي المرض من القوة إلى الضعف، فكذلك إذا وجدت العِلًّة في

المحل، فإنها تغير حكمه مما كان عليه في الأول.

ثانيا: العلة اصطلاحا:

لقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف العِلَّة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015