ومجانبة الهوى والبدع، كما كان عليه الصحابة - رضي اللَّه عنهم -

والتابعون والسلف الصالح.

أما علم الفقه: فهو الخير الكثير، وهو الحكمة التي ذكرها الله

تعالى بقوله: (من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً) ،

وروي عن ابن عباس - رضي اللَّه عنهما - أنه قال: " الحكمة: معرفة

الأحكام من الحلال والحرام ".

فدرجة العلم هي النهاية في القوة والخيرية، وهو ما أراده الرسول

- صلى الله عليه وسلم - بقوله: " من يرد اللَّه به خيراً يفقهه في الدين "، وقوله: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ".

لذلك تجد الصحابة - رضي اللَّه عنهم - قد حرصوا على طلب

العلم لما علموا درجته العليا ومنزلته الكبرى، وقصصهم في طلبه

والحرص عليه لا تخفى على ذي لب، لا سيما حرص ابن عباس

وابن عمر وغيرهما.

وعلم الفقه - وهو: معرفة الحلال والحرام من الأحكام -

لا يمكن إلا بعد معرفة أدلة الأحكام، ومعرفة أدلة الأحكام وما يتعلق

بها هو علم أصول الفقه، فيكون علم أصول الفقه هو أصل لذلك

الخير الموجود في الفقه.

فبفضله - أي: علم أصول الفقه - يتعلم الفقيه المناهج والأسس

والطرق التي يستطيع عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث

المتجددة.

وبفضله - أيضاً - يعرف المكلَّف العلَل والحِكَم التي من أجلها

شرعت الأحكام الشرعية؛ ليعبد اللَّه تعالى على بصيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015