نظراً لجواز أن تكون رواية المتقدم في الإسلام متأخرة عن رواية المتأخر
فيه، ويحتمل العكس من غير ترجيح، فلا يقدم أحدهما على
الآخر.
أما إذا علم أن المتقدم في الإسلام مات قبل إسلام المتأخر، أو
علم أن أكثر رواياته متقدمة على رواية المتأخر، فإن رواية المتأخر
تكون أرجح؛ لأن ما علم تأخيرها على روايات المتأخر في الإسلام
فهو متقدم ومرجح على روايات المتقدم في الإسلام، وما لم يعلم
يكون نادراً، والنادر يلحق بالغالب الكثير، وهو مذهب فخر الدين
الرازي.
جوابه:
أن احتمال تقدم رواية الراوي المتقدم احتمال قوي وإن كان موجوداً
في زمن الراوي المتأخر، في حين أن هذا الاحتمال غير موجود في
الراوي المتأخر، وما لا يحتمل مقدم على ما يحتمل.
بيان نوع الخلاف:
الخلاف هنا معنوي، كما هو واضح.
الطريق الرابع: الترجيح بكون الراوي كثير الصحبة.
إذا تعارض خبران، وراوي أحدهما أكثر صحبة لرسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - من راوي الخبر الآخر، فإنه يرجح الخبر الذي راويه أكثر صحبة؛
لأمرين:
أولهما: أن كثير المصاحبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - أعلم برواية الحديث، وأحفظ لها، وأكثر استيعابا لأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وأعلم بمقاصد الشريعة.