النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلين أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ".
ثانيها: أن محافظته على منصبه تحمله على تحرزه عن الكذب.
ثالثها: أن الغالب في الكبار أنهم يتحرزون عن الكذب،
ويحتاطون لدينهم، فلا ينقلون إلا ما كانوا متأكدين منه أكثر من
الصغار.
رابعها: أن الكبير أضبط للحديث من الصغير.
ويستثنى من هذه القاعدة: الصغيرة الذي يحترز لدينه ويتميز
بالضبط أكثر من الكبير أو مثله.
مثاله: نفس المثال في الطريق السابق، وهو تعارض حديث ابن
عمر، مع حديث أنس، فأنا نرجح حديث ابن عمر؛ نظراً لكبر
سنه، لما ورد في آخر الحديث من قول ابن عمر: " أن أنسا كان
صغيراً يلج على كنساء وهن متكشفات، وأنا آخذ بزمام ناقة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يسيل عليّ لعابها ".
الطريق الثالث: الترجيح بكون الراوي متأخر الإسلام.
إذا تعارض خبران وراوي أحدهما كان متأخر الإسلام من الآخر،
فايهما الذين يرجح؟
لقد اختلف العلماء في ذلك على مذاهب:
المذهب الأول: أنه يرجح حديث متأخر الإسلام.
وهو مذهب أكثر الشافعية، وبعض المالكية، وبعض الحنابلة،
وهو الحق؛ لما يلي من الأدلة:
الدليل الأول: أن تأخره في الإسلام يدل على تأخره في روايته،