يختلف جواب المستدل عن قادح القلب باختلاف أنواعه، ولبيان
ذلك لا بد من التفصيل الآتي:
أولاً: الجواب عن النوع الأول:
يكون جواب المستدل عن قادح القلب الذي يبديه المعترض في هذا
النوع بما يرد على العلَّة المبتدأة: فيورد المستدل من أوجه الجواب ما
يورده على علَّة المعترض، كما لو كان المعترض قد جاء بعلَّة أخرى
غير العِلَّة التي قد جاء بها المستدل، فله - أي: للمستدل - أن
يجيب بعدم التأثير أو بفساد الوضع، أو بفساد الاعتبار، أو بمنع
وجود العلَّة في الأصل، أو بمنع وجودها في الفرع، أو بترجيح علته
على عِلَّة المعترض.
مثال ذلك؛ قول المستدل: الرأس ممسوح، فلا يجب استيعابه
بالمسح؛ قياساً على الخف.
فيقول المعترض: الرأس ممسوح، فلا يقدر مسحه بالربع؛ قياسا
على الخف.
فيجيب المستدل بقوله: أنا أمنع الحكم في الأصل، وهو: أن
مسح الخف لا يتقدر بالربع.