المطلب الثاني كيفية الجواب عن هذا القادح

إذا استدل المستدل على حكم حادثة بالقياس، ثم اعترض عليه

المعترض بقوله: إن قياسك هذا فاسد الاعتبار - أي: لا يعتبر -

حيث إنه مخالف لنص، أو إجماع، فإن المستدل يجيب عن ذلك

بإيراد المناقشات التي ترد على الاستدلال بالكتاب، أو السُّنَّة، أو

الإجماع ابتداء، وذلك بالتفصيل التالي:

أولاً: إذا قال المعترض: إن قياسك أيها المستدل قد خالف نصا

من الكتاب، وهي: قوله تعالى كذا، فإن المستدل يورد المناقشات

التي ترد على الاستدلال بالكتاب كما لو كان الاستدلال بالكتاب

مبتدأ، فيقول: مثلاً: إن الآية التي زعمت بانها تعارض قياسي

منسوخة.

أو يقول: إن الآية التي أوردتها أيها المعترض لها قراءة أخرى

توافق قياسي.

أو يقوم المستدل بتأويل الآية بأن يحملها على معنى غير ظاهر

بدليل يقتضي هذا الحمل، أو يقول: إن الآية دلَّت بعموم قد

خصص، وهو لا يرى الاستدلال بالعموم الذي خصص، أو يبين -

أي المستدل - أن هذه الآية معارضة بآية أخرى هي كذا، فتعارضت

الآيتان، فلم يتم الاستدلال بهما، وسلم القياس، وهكذا إلى آخر

الاعتراضات والمناقشات التي يمكن أن توجه إلى الاستدلال بالكتاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015