أولاً: تعريف تنقيح المناط:
1 - التنقيح لغة: التشذيب، والتهذيب، ومنه: " تنقيح الجذع
من النخلة " أي: تشذيبه حتى يُخلص من السعف والأغصان التي لا
فائدة منها، ولا تؤثر على ثمرة النخلة، ويقال: " نقح الشاعر
قصيدته " إذا هذبها وخلصها من الأبيات التي لا دخل لها في
الموضوع.
والمناط مأخوذ من ناط الشيء ينوطه نوطا، أي: علقه، فالمناط
ما يتعلق به الشيء، يقال: نطت الحبل بالوتد أنوطه نوطاً: إذا
علقته به، ومنه: ذات أنواط وهي: الشجرة التي يعلق عليها
المشركون أسلحتهم، والمناط من أسماء العِلَّة، وقد سبق بيان ذلك.
2 - تنقيح المناط اصطلاحا هو: أن ينص الشارع على الحكم،
ويضيفه إلى وصف فيقترن به أوصاف لا مدخل لها في الإضافة،
فيقوم المجتهد بحذف ما لا يصلح عِلَّة ليتسع الحكم.
أو تقول هو: أن ينص الشارع على الحكم عقيب أوصاف يعرف
فيها ما يصلح للتعليل، وما لايصلح للتعليل، فينقح المجتهد
الصالح ويلغي ما سواه.
فلا بد في تنقيح المناط من توفر شرطين:
أولهما: أن يكون النص دالًّا عليه وصف خاص بالأصل، ويكون
دور المجتهد حذف خصوص الأصل، وحينئذ يشترك الأصل والفرع
في الحكم معاً.
ثانيهما: أن يدل النص على علية أوصاف أخرى، ويقوم المجتهد
بحذف ما لا دخل له في العلية ليصبح الباقي عِلَّة للحكم.