يقتضي أن النفي والإثبات في هذا الخلاف لم يتواردا على محل

واحد، فكان الخلاف لفظيا.

تنبيه: هذه المسألة مفروضة في حال عدم التعبد بالقياس، فلما

ورد التعبد بالقياس بالأدلة العقلية والنقلية تصبح هذه المسألة قليلة

الجدوى لا نصيب لها من الواقع، وبخاصة بالنظر إلى المجتهد الذي

يبحث في الأدلة التفصيلية، وما تدل عليه من أحكام، فإذا كان

دليل وجوب العمل بالقياس ثابتا عنده، وقد نص الشارع على

العلَّة، فمما لا شك فيه أنه يجب عليه العمل به بعد توفر أركانه

وشروط كل ركن، وبذلك لا يوجد تنصيص على العِلَّة لم ينضم

إليه دليل يدل على التعبد، فتكون هذه المسألة فرضية، قصد منها

الجلإل والمناظرة.

وبعض العلماء قصد من إيرادها بعد حجية القياس إضافة دليل آخر

يؤيد حجية القياس والعمل به في هذه المسألة، وهذا سائغ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015