الكلام الحقيقة، فتكون هذه الألفاظ حقيقة فيما دون الاستغراق،

فوجب أن لا تكون حقيقة في الاستغراق.

جوابه:

أن هذا القول صحيح، ولكنه مخصص بالعرف، فهو جمع

العلماء الذين يمكنه جمعهم عرفا، كما يقال: " من دخل داري

أكرمته "، فإنه لا يتناول الملائكة واللصوص.

الدليل الثالث: أنه لو كان الجمع المعرف بـ " أل " يفيد العموم: للزم

أن يكون قولنا: " رأيت كل الناس " خطأ؛ لأنه تكرار للفظين

يؤديان معنى واحداً وهما: " كل "، و " الناس "، حيث يفيدان

العموم.

وللزم أن يكون قولنا: " رأيت بعض الناس " خطأ؛ لأنه

تناقض، حيث إن لفظ " بعض " مناقض للفظ: " الناس ".

جوابه:

لا نسلم أن الأول يكون تكراراً، بل يكون تأكيداً.

ولا نسلم أن الثاني يكون نقضا، بل يكون تخصيصا.

بيان نوع الخلاف:

الخلاف هنا معنوي وهو ظاهر، فإنه على المذهب الأول يكون

لفظ " الرجال "، أو " المؤمنون " مفيداً للعموم بدون قرائن، أما

على المذهب الثاني فإنه لا يفيد العموم إلا بقرينة.

فلو حلف ليصومن الأيام، فإنه بناء على المذهب الأول: يحمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015