يتطرق الخلل إلى البرهان من ثلاث جهات:
الجهة الأولى: من جهة نفس المقدمات؛ لأنها قد تكون خالية من
شروطها.
الجهة الثانية: من جهة كيفية الترتيب والتركيب والنظم، ولو
كانت المقدمات صحيحة يقينية.
الجهة الثالثة: من جهة نفس المقدمات، والكيفية والترتيب
والتركيب جميعاً.
وإليك بيان ذلك بمثال من المحسوس، وهو البيت المبني، فإنه
يتطرق إليه الخلل من ثلاث جهات:
الأولى: أنه قد يختل بسبب وجد في هيئة التأليف، وذلك بأن
تكون الحيطان معوجة، أو يكون السقف منخفضاً إلى موضع قريب
من الأرض، فيكون البيت فاسداً وإن كانت الأحجار والجذوع متينة
وصحيحة.
الثانية: أنه قد يختل بسبب رخاوة في الأصل والأساس، وذلك
بأن يكون البيت صحيحا من حيث الصورة في ترتيبها وهندستها،
ووضع حيطانها، وسقفها، ولكن يكون الخلل بسبب رخاوة في