المطلب الثاني مم يتكون البرهان؟

البرهان يتكون من مقدمتين، أي: علمين يتطرق إليهما التصديق

والتكذيب، وأقل ما تحصل منه المقدمة: معرفتان توضع إحداهما

مخبراً عنها، والأخرى خبراً ووصفاً.

فيكون البرهان - على هذا - منقسماً إلى مقدمتين تنقسم إلى

معرفتين تنسب إحداهما إلى الأخرى، وكل مفرد فهو معنى ويدل

عليه لا محالة بلفظ معين، فيجب أن ينظر في المعاني المفردة

وأقسامها، ثم ينظر في الألفاظ المفردة ووجوه دلالتها، ثم إذا فهمنا

اللفظ مفرداً والمعنى مفرداً أَلَّفنا بذلك معنيين، وجعلناهما مقدمة،

وننظر في حكم المقدمة وشروطها، ثم نجمع مقدمتين ونصوغ منهما

برهاناً، وننظر في كيفية الصياغة الصحيحة. وهذا هو الطريق الحق

لمعرفة البرهان.

يقول التفتازاني في حاشيته: " القياس المنتج لمطلوب واحد لا

يكون مؤلفا بحكم الاستقراء الصحيح إلا من مقدمتين لا أزيد ولا

أنقص، لكن ذلك القياس قد تفتقر مقدمتاه، أو إحداهما إلى

الكسب بقياس آخر، كذلك إلى أن ينتهي إلى المبادئ المسلَّمة أو

البديهية، فيكون هناك قياسات مترتبة محصلة للقياس المنتج المطلوب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015