رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال الحضرمي: يا رسول اللَّه، إن هذا قد غلبني على أرض كانت لي. فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للحضرمي: ألك بينة؟ قال: لا. قال: فلك يمينه. قال: يا رسول اللَّه، إنه رجل فاجر ليس يبالي ما حلف عليه، ليس يتورع من شيء. فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: ليس لك منه إلا ذلك. فانطلق ليحلف فلما أدبر قال رسول اللَّه: أما إنه إن حلف على مال ليأكله ظلمًا لقي اللَّه وهو عنه معرض".
16383 - سليمان بن بلال (س) (?)، نا يحيى بن سعيد أن أبا الزبير أخبره، عن عدي بن عدي (?)، عن أبيه قال: "أتى رجلان يختصمان إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في أرض فقال أحدهما: هي لي. وقال الآخر: هي لي، حزتها وقبضتها. فقال: فيها اليمين للذي بيده الأرض. فلما تفوه ليحلف قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما إنه من حلف على مال امرئ مسلم لقي اللَّه وهو عليه غضبان. قال: فمن تركها؟ قال: كان له الجنة".
16384 - ورواه جرير بن حازم (س) (?)، عن عدي بن عدي بن عميرة، عن العُرس بن عَميرة ورجاء بن حيوة حدثاه، عن أبيه "أن امرأ القيس بن عابس الكندي خاصم إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا من حضرموت في أرض فسأل رسول اللَّه الحضرمي البينة فلم يكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: أمكنته يا رسول اللَّه من اليمين، ذهبت واللَّه أرضي. فقال رسول اللَّه: "من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي اللَّه يوم يلقاه وهو عليه غضبان. قال: وقال رجل: وتلا رسول اللَّه: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ. . .} (?) الآية. فقال امرؤ القيس: يا رسول اللَّه، فماذا لمن تركها؟ قال: الجنة. فقال: فإني أشهدك أني قد تركتها".